تعرف على مدينة نمرود، درة الحضارة الآشورية

. . ليست هناك تعليقات:

مدينة نمرود أو النمرود ، لم يكن الكثيرين يعرفونها ، ربما سمعوا بها لأرتباطها بأسم النمرود ذاك الملك الجبار الظالم كما ورد في الرواية الدينية والشعبية في الشرق الأدنى وسورية الطبيعية ، وأصبح من التراث المحكي المحلي ، لكن أصبح أسم هذه المدينة متداولا ً أكثر في عام 2015 عندما سيطر تنظيم داعش على الموصل بشكل كامل وبدأت تدمر الآثار والآواب التاريخية ، وأصبح أسم المدينة متداولا ً خلال الأيام الماضية بعد تحريرها من قبل الجيش العراقي ضمن حملة تحرير الموصل ، ليكتشف العالم أن المدينة الآثرية تدمرت بشكل كبير ومتعمد ، وهي للعلم لم يكن وضعها أفضل قبل التدمير فهي كانت مهملة ومتروكة للتراب يطمرها وللعابثين يلهون ، واليوم سلنقي الضوء على هذه المدينة وتاريخها .


مدينة نمرود : وأسمها كالح وتعرف كذلك بأسماء أخرى ككالخو وكالخو والنمرود، كانت مدينة آشورية، آثارها الباقية تقع 30 كم للجنوب من الموصل في العراق، وأسست كالخو في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وأصبحت في القرن التاسع قبل الميلاد عاصمة الإمبراطورية الآشورية الحديثة زمن الملك آشور ناصربال الثاني، ودمرت في العام 612 ق.م على يد الكلدانيين والميديين، وتم في ما بعد تخريب ما تبقى من الاثار على يد تنظيم داعش في الموصل سنة 2015.


ويرد اسم المدينة في النصوص الآشورية على شكل كالخو، وفي التناخ يرد الاسم بشكل كالخ/ كالح، أما الاسم نمرود فهو على الأرجح تسمية حديثة مستمدة من الشخصية التناخية "نمرود"، فأقدم ذكر لهذه التسمية يعود للرحالة الألماني "كارستن نيبور" والذي زار موقع المدينة في العام 1766 م.

التنقيب عن المدينة : تمت أولى عمليات التنقيب في الموقع في العام 1846 م بإدارة الدبلوماسي والآثاري البريطاني "Sir Austen Henry Layard"، وقد كشفت عن بقايا قصر كبير، وتحصينات، كذلك مجموعة كبيرة من المنحوتات من حجر الألبستر، ومشغولات عاجية ومسلات وتماثيل ضخمة، في العام 1955 م. كشفت الحفريات في معبد نبو والتي ادارها الآثاري البريطاني "Sir Max Edgar Lucien Mallowan" عن رقم مسمارية عليها نصوص تحوي عهود الولاء التي قدمها الحكام التابعين في الدولة الآشورية للملوك الآشوريين.


ومن الأشياء التي أشتهرت بها مدينة النمرود بعد اكتشافها ماعرف بــ ( العاجيات ) وهي مجموعة منحوتات عاجية، يعود تاريخها إلى ما بين القرن التاسع والقرن السابع قبل الميلاد ، تمّ اكتشافها في مدينة نمرود الأثرية في شمال العراق (محافظة نينوى حالياً) في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. بعض من هذه المنحوتات محفوظ حالياً في المتحف البريطاني، والبعض الآخر في المتحف العراقي .


النمرود وأصل التسمية : وهنا لن نخوض في الروايات الدينية والسير الشعبية التي ذكرت الملك نمرود لكن سننقل لكم التفسير التاريخي الآثري من خلال التنقيبات والأبحاث التي أجريت في هذا الخصوص ،كذلك يجدر الأشارة هنا إلى أن من أعظم كنوز الشرق هو كنز النمرود الذي لا يقدر بثمن وتمت سرقته بعد احتلال العراق عام 2003 من قبل القوات الأمريكية .


حاول مؤرخون ومستشرقون وعلماء الآثار المهمتين بالآشورية وعلماء الاساطير طويلا إيجاد علاقات بين نمرود وشخصيات مثبتة تاريخيا في بلاد ما بين النهرين، ومنذ بدايات القرن الرابع الميلادي، دوّن الأسقف المسيحي ايسوبيوس من قيسارية أن المؤرخ البابلي بيروسوس الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد قال أن أول الملوك بعد الفيضان كان إيخويوس من كلدو وربطه بنمرود، وحديثا،إقترح علماء السومريات علاقات أخرى تربط إيخويوس هذا وملك بابل وجد جلجامش الذي ظهر في أقدم نسخ كلاوديوس إليانوس (حوالي 200م) بإسم إيوخوروس، وإسم مؤسس أوروك (الوركاء) معروفا من الكتابات المسمارية بإسم إنمركار.


وفي عام 1920، إقترح ج.د. برينس أيضا علاقة بين إله ماراد ني و نمرود. وذكر كيف أن د. كريلينج أضحى ميّالا لربط نمرود تاريخيا ب لوجال باندا - ملك اسطوري مذكور في النصوص التاريخة لArno Poebel، 1914، والذي كان عرشه في مدينة ماراد، وهذا الطرح يدعمه ثيودور جاكوبسون عام 1989 كاتبا حول "لوجال باندا وننسونا .

وبحسب رونالد هينديل، فإن إسم النمرود هو في الأغلب تحوير عبر سجال نينورتا، إله رئيسي في ديانات بلاد ما النهرين والذي كان له أتباع في عدد من المدن الآشورية الرئيسية مثل كالح وبابل أيضا، وإلها حاميا لعدد من الملوك الآشوريين، وبحسب نظرية ديفيد روهل، إنمركار، المؤسس السومري لأورك، كان الملهم الأصلي لشخصية نمرود، لأن حكاية نمرود وملك أرارتا تحمل بضع تشابهات لأسطورة نمرود وبرج بابل، ولأن الجزء "كار" في إسم إنمركار يعني "صياد"، وكذلك يقال أن إنمركار بنى زقورات في كل من أورك وأريدو(تل أبو شهرين)، والتي يدفع روهل بأنها موقع بابل الأصلي.


وكتب جوزيف بوبليتشا عام 1929 عن التعرف على نمرود في السلالة الأولى في اوروك ، ولأن مدينة أخرى قيل أن النمرد بناها وهي أكاد، فإن نظرية أقدم، طرحت عام 1910، تربط بينه وبين سرجون الأكدي، جد نارام-سن، حيث أنه وبناء على قائمة الملوك السومرية، فإن ذاك الملك الذي بنى أكاد. سرجون عُرف من الآثار في عام 1860، وظل لبعض الوقت أقدم حكام ما بين النهرين. 

وتؤكد قائمة الملوك بأنه من بنى أكاد أضحى موضع تسائل لأن إكتشاف نصوص تذكر الموقع تعود لزمن أسلاف سرجون، مثل الملك إنشاكوشانا ولوجال زاجة سي من أوروك، عدا ان إنشاء بابل نسب إلى سرجون في الألواح البابلية (Babylonian Chronicle (ABC 19:51))، إلا أن لوح آخر (ABC 20:18-19) يقترح أن ما فعله سيرجون لم يكن أكثر من إزالة التراب عن المدينة الأصلية، وأعاد بنائها في موقعها اللاحق مقابل أكاد، ويقترح يجال ليفين (2002) أن نمرود كان إستذكار لسرجون الأكادي وحفيده نارام-سين بالإسم "نمرود المشتق من اللاحق.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الزيارات

تابعنا على الفيسبوك

الأرشيف

من مضمون المقالات

أقسام المدونة :

الصفحة الشخصية

تابعونا

Translate - ترجمة