كان الاعتقاد سائداً
حتى أواسط القرن التاسع عشر ان المجتمع الذ كوري هو كان السائد حتى في المجتمعات القديمة
، وقدمه من قدم المجتمع الانساني ، إلا ان هذه الفرضية قد تهاوت امام النقد العلمي
الذي وجه إليها من قبل عدد من رواد الانتروبولوجيا والعلوم الإنسانية ، حيث قاموا بتقديم
الأدلة الكافية على وجود شكل أقدم من المجتمع الذ كوري وهو المجتمع الامومي ، الذي
لا يقوم على قيم الذكورة وسلطة الأب بل على القيم الأنثوية ومكانة الأم ، حيث ان التجمع
الانساني الأول لم يؤسس بقيادة الرجل المحارب الصياد بل تبلور حول الأم التي شدت عواطفها
ورعايتها ، الأبناء حولها في اول وحدة انسانية متكاتفة هي العائلة الامومية خلية المجتمع
الامومي الأكبر ، وان أهم ما يميز هذا المجتمع هو :

2- رجال المجتمع
الامومي كانوا أكثر عزة وأنفة وفروسية من رجال المجتمع الذكوري (الأبوي) ، حيث أنهم
قد أعطوا المرأة مكانتها احتراماً وتقديراً لا خضوعاً ولا خوفاً .
3- بتتبع اشكال
العائلة الامومية ونمط العلاقة الجنسية بين المرأة والرجل ، نستنتج ان العلاقات الجنسية
كانت حرة تماماً دون ضابط او قانون ، حيث كل امرأة لكل رجل وكل رجل لكل امرأة .
4- في هذا المجتمع
لا يمكن معرفة والد الطفل لأن الأطفال كانوا ينسبون الى أمهاتهم ، ويعرف كل طفل بأمه
لا بابيه ، وهذا ما أطلق عليه (حق الأم) ، والأولاد لهم الحق في الميراث والتركة من
أمهم لا من أبيهم ، لأن الأب يعتبر غريب ، وميراث الأب وتركته تذهب لإخوته.
5- كانت للمرأة
الحق بالانفصال عن زوجها متى شاءت ، ويعود الأولاد إليها لا الى الزوج الذي يخرج من
البيت صفر اليدين .
في بابل مثلاً
لم يستطيع الرجل وحتى فترات متأخرة جدا من تاريخ المجتمع الذكوري هنا ، ان يضع تحت
وصايته حياة المرأة الجنسية قبل الزواج ، فكانت بكارة المرأة ملكاً للآلهة عشتار ،
لا لزوجها المقبل ، وكانت تهب عذريتها في المعبد حيث تمارس الجنس المقدس تحت رعاية
الآلهة قبل ان تلتزم حياة الزوجية .
وكذلك كان المجتمع
الامومي كان واضحاً عند المصريين القدماء وكذلك لباقي الحضارات الشرقية ، حتى إننا
نلاحظ بقايا المجتمع الامومي واضحة لليوم.
المصدر
: كتاب (لغز عشتار) الكاتب السوري فراس السواح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق