تُطلق تسمية الهلال الخصيب على سورية الطبيعية بشكل عام واطلقت تسميات عديدة على هذه المنطقة الممتدة من جبال زاغروس حتى البحر السوري ومن طوروس إلى قوس الصحراء ، منها بلاد الرافدين وبلاد سومر واكاد و اشور وبابل وميتان وكنعان ، كل هذه الثقافات والامبراطوريات كانت في هذه الرقة التي كونت الحضارة السورية الأم الجامعة ، ومنذ الخلق الأول تناقلت الحضارة عبر تسلسلها التاريخي اسماء الهة تنوعت اسمائها واشكالها حسب ما تناقلته الشعوب المتلاحقة ونحن اليوم نضيء على بعض الالهة التي عرفت عبر تاريخ الهلال الخصيب لمجرد الفائدة والمعرفة ومن واجبنا الاخلاقي والاجتماعي .
الاله سين
سين هو اسم لإله القمر في بلاد بابل وآشور، معروف كذلك باسم نانار أو نانا وتعني المنير. والمركزان الرئيسيان لطائفته كانا أور في الجنوب وحران في الشمال، لكن الطائفة انتشرت إلى مراكز أخرى في فترة مبكرة، ومعابد إله القمر موجودة في كل المدن الكبرى لممالك بابل وآشور. وهو يعرف عموما باسم إن زو أو سيد الحكمة وهذه الخاصية تعلقت به في كل الفترات. أثناء الفترة (حوالي 2600 – 2400 قبل الميلاد) مارست أور نفوذا كبيرا في سيادتها على وادي الفرات، اعتبر سين رئيس مجمع الآلهة طبيعيا. وفي هذه الفترة يمكن أن نتتبع الأسماء التي تلقب بها الإله مثل “أب الآلهة”، “رئيس الآلهة”، “خالق كل الأشياء”، وما شابه. ويمكن تبرير الافتراض بأن طائفة إله القمر أتت إلى بلاد بابل من قبل البدو الساميين في جزيرة العرب ، ومنه جاء رمز الهلال عند العرب .
إن إله القمر بالدرجة الأولى هو إله البدو، وهو دليلهم وحاميهم في الليل عندما يقومون برحلاتهم في أوقات عديدة من السنة، كما كان إله الشمس هو الرئيسي بين المزراعين. الطائفة التي أدخلت ذات مرة أصبحت تواصل وجودها، وساهم تطور علم التنجيم في التقويم وفي نظام تفسير الحركات والحوادث في السماء المليئة بالنجوم في إبقاء موقع سين في مجمع الآلهة. وكان اسم ملتجأ سين الرئيسي في أور هو إي غيش شير غال، أو “بيت النور العظيم”؛ أما الذي في حران كان معروفا باسم إي خول خول، أو “بيت البهجة”. وهو ممثل على اسطوانات الأختام كرجل عجوز بلحية طويلة، وكان يرمز له بالهلال. وفي النظام النجمي اللاهوتي فهو ممثل بالعدد 30، وكوكب الزهرة كابنته بالعدد 15. من الواضح أن العدد 30 يمثل الصلة بالأيام الثلاثين كالمدى المتوسط من مساره حتى يقف ثانية بالارتباط مع الشمس ، ومن هنا جاءت الحكمة الممثلة في إله القمر على نفس النمط هي تعبير عن علم التنجيم الذي تعتبر فيه ملاحظة أطوار القمر عامل مهم جدا. الميل لتركسز سلطات الكون أدت إلى تاسيس مذهب ثلاثي يشمل سين وشمش وعشتار، كتشخيص للقمر والشمس والأرض كقوة محركة للحياة.
الاله حدد
حدد أو أدد هو أحد أهم آلهة سوريا القديمة حيث انتشرت عبادته بين شعوبها من شمالها وإلى ساحلها مرورا بدمشق وحتى بلاد الرافدين، وقد كان حدد إلهًا للعواصف والأمطار أو إلها للطقس حيث تذكر الأساطير القديمة عنه بأنه كان يتجول على متن عربته في السماء ويجلد الغمام بالسوط لتتساقط منها الأمطار بينما كان ثوره يزمجر مسببا صوت الرعد الذي يهز أركان الدنيا، و يرتبط هذا الإله الأسطوري بالاسم والأصل والوظيفة مع الإله الأكادي أدد، ويلقب حدد أيضا بـ بعل ولكن هذا اللقب لم يحصر به فقط فقد أطلقت شعوب سوريا التاريخية اسم بعل على آلهة أخرى أيضا.
اشتهرت مدن كثير في بلاد الشام بعبادة حدد وعلى رأسها دمشق حيث كان يقع معبده في مكان الجامع الأموي اليوم، كما وجد في مدينة حلب أيضا معبد ذات أهمية كبيرة جدا لهذا الإله وكان يقع في أعلى نقطة من المدينة وهي قلعة حلب حاليا، كما اكتشفت في تلك المنطقة خواتم أثرية نقشت عليها صورة الإله حدد ظهر فيها صولجانه وهو قابض على فأسه وعلى لجام عجلته وثوره رابض عند رجليه ،وكانت لحدد أهمية كبيرة في أساطير الساحل السوري لا سيما في ميثولوجيا مدينة أوغاريت .
الاله لاماسو
الثور المجنح ويسمى أيضاً شيدو لاموسو كما ورد في الكتابات الآشورية وأصل كلمة “لاماسو” هو من لامو في اللغة السومرية وكان هذا الإسم يستعمل لأنثى من الجن مهمتها حماية المدن والقصور ودور العبادة، أما الجن الذكر الحامي فكان بالسومرية يعرف باسم آلادلامو وبالآشورية القديمة أو (اكادية) سمي شيدو.
هو تمثال ضخم يبلغ طوله 4.42 م ويزن أكثر من 30 طناً. وهو فرداً من زوج يحرس باباً من أبواب سور مدينة (دور شروكين) التي شيدها الملك الاشوري سرجون الثاني (721- 705 ق.م) والتي هجرها سنحاريب بن سرجون الثاني، حيث نقل العاصمة إلى مدينة نينوى. كان يرمز إلى القوة والحكمة والشجاعة والسمو، وقد اشتهرت الحضارة الآشورية بالثيران المجنحة ولاسيما مملكة آشور وقصور ملوكها في مدينة نينوى وآشور في شمال بلاد ما بين النهرين والذي غدا رمزاً من رموز هذه الحضارة التي كانت تعتمد القوة كمبدأ في سياستها وانتشارها.
الاله نابو
نابو هو أحد الآلهة العراقية القديمة إذ عدّ إلهاً للكتابة والحكمة ، وعده البابليون ابنا للإله مردوخ وهو حفيد لإله ايا.
اختلفت الآراءالخاصة بأصول عبادة الإله نابو ، في حين أصبح مردوخ إله بابل الرئيس , رمز له بـ (القلم) و(حيوان الموشخوشو) , أقيمت عدة معابد للإله نابو في العراق وأشهرها معبد (الايزيدا) في مدينة بورسيبا التي عدت مركز عبادة هذا الإله , وكان في البداية “وزير مردوخ”و كاتبه ، ثم اصبح ابناً له , ومن اهم الفترات التي قوي فيها مركزه كانت فترة العصر الاشوري الحديث و العصر البابلي الحديث . وكان للإله نابو دور المنقذ لابيه مردوخ من الاسر في عيد الاكيتو (رأس السنة البابلية) وذلك في اليوم السادس من ايام الاحتفال . كان للإله نابو ثلاث زوجات هن (تاشميتوم , نانايا , نيسابا) , ولم يكن له ابناء .
اختلفت الآراءالخاصة بأصول عبادة الإله نابو ، في حين أصبح مردوخ إله بابل الرئيس , رمز له بـ (القلم) و(حيوان الموشخوشو) , أقيمت عدة معابد للإله نابو في العراق وأشهرها معبد (الايزيدا) في مدينة بورسيبا التي عدت مركز عبادة هذا الإله , وكان في البداية “وزير مردوخ”و كاتبه ، ثم اصبح ابناً له , ومن اهم الفترات التي قوي فيها مركزه كانت فترة العصر الاشوري الحديث و العصر البابلي الحديث . وكان للإله نابو دور المنقذ لابيه مردوخ من الاسر في عيد الاكيتو (رأس السنة البابلية) وذلك في اليوم السادس من ايام الاحتفال . كان للإله نابو ثلاث زوجات هن (تاشميتوم , نانايا , نيسابا) , ولم يكن له ابناء .
تسمية الإله نابو ،عد الإله نابو من أهم آلهة بلاد الرافدين وقد كان وهو أبن الإله مردوخ حسب الأفكار والعقائد العراقية القديمة و إلهاً للكتابة والحكمة وكان في بداية عبادته إلهاً خاصاً بالزراعة وكاتب ورسول للآلهة إله القلم والعلم والرقيم وحامي الأدباء والمنسوخات. كتب اسم الإله نابو بشكل مقطعي بـ (نابيوم)وقد وردت هذه التسمية في معظم العصور التي ظهرت بها عبادته، ونادراً ما كتب بشكل (نابوم)، أما في قائمة الآلهة فقد كتب اسمه بشكل (نابو)إذ يعتقد إن تسمية (نابيوم) قد عرف بها منذ العصر الأكدي، وقد ظهرت هذه التسمية في وثائق عصر أور الثالثة والعصر البابلي القديم ويعتقد أنها تحولت إلى (نابو) في عصور أحدث، كما ظهر اسم (Nabiām)، وهو اسم جاء متأخراً في نصوص الأدعية و الصلوات ونصوص المزامير وقد عرف الإله نابو بالتوراة (العهد القديم) باسم (نيبو) (Nebo) وهو الاسم العبري للإله نابو أما في الآرامية فقد ظهر بشكل (Nbw) وكذلك في التدمرية والسريانية و المندائية وظهر في اللاتينية بشكل (Nebus) واسم الإله نابو (Nabu) مشتق من الأصل السامي، أو الجذر السامي (Nbi)، أي بمعنى (ينادي)، ويمكن أن يفسر بالمعاني الآتية ( الرسول، المذيع، المنادي، المعلن، المبلغ ) طالما أنها تتوافق مع أحدى الوظائف التي يؤديها الإله، كونه وزير الإله مردوخ، أو بكونه صفة مشبهة مع الاسم العام، وهو (المنادي) وفي حال دعم التفسير الثاني فهو صفة للإله نابو أما معنى الاسم باللغة الآشورية فهو يعني (نادى)وهنالك معاني أخرى لأسم الإله نابو ومنها (اللامع) وحسب رأي الأستاذ طه باقر فأن تسمية الإله نابو تعني (المظهر أو التكلم) ومن المحتمل أن كلمة (نبي) جاءت من كلمة (نبو) باعتبارها درجة دينية عظيمة لكهنته .
الاله شمش
شمش أو شماش وهو الاسم الذي كان يطلق على إله الشمس عند البابليين والآشوريين ، وفي الكتابات الأولى واللاحقة وصف بأنه من ذرية نانار إله القمر، ومن هنا كان في تعداد مجمع الآلهة كان يأتي بعد الإله سين، حيث يفترض أن في علاقتهما أن إله الشمس يعتمد في قوته على إله القمر، وهذا الافتراض يتوافق مع الاعتماد على القمر في التقويم والحسابات الفلكية، وكذلك عبادة القمر ظهرت في المجتمعات البدوية ومراحل الحضارة الأولى ولم تنتشر عبادة الشمس وتأخذ أهميتها إلا بعد تطور الزراعة، وكان أهم مركزين لعبادة الشمس هما سيبار ولارسا حيث حمل المكان المقدس الرئيسي فيها اسم إيبارا (أو إيبابارا) وتعني البيت المنير وهي إشارة لتفوق إله الشمس. ومن بين المعابد كان معبد سيبار أشهرها وكان معبد شمش قد أقيم في كافة المدن الكبرى مثل بابل وأور ونينوى ونيبور.
والصفة التي عرف بها شمش في العادة هي العدل، فكما يبدد نور الشمس الظلام فإن شمش يظهر الخطأ والظلم للنور. ونسب إليه حمورابي الإلهام الذي قاده ليجمع القوانين المعروفة عنه، وفي لوح القوانين يظهر حمورابي وهو يتلقى أفكار القوانين والعدل من شمش. وبقرون قبل حمورابي قال الملك أور نامو من سلالة أور الثالثة (حوالي 2000 ق م) أنه أصدر القرارات وفقا لقانون شمش العادل. وكان استنتاجا منطقيا على هذا الأساس عن إله الشمس بأنه اعتبر أيضا محرر المعذبين من قبضة الشياطين. وبهذا فقد كان المرضى يتضرعون لشمش كإله يعتمدون عليه ليساعد أولائك الذين تعذبوا ظلما. وهذه النظرة عن إله الشمس موجودة بشكل مفعم بالحيوية في الأناشيد، وبهذا فهي تعد من أفضل ما أنتج في الأدب البابلي.
أما مركزه بين الآلهة ، فمن البين من المواد التي وصلت إلينا فإن عبادة شمش في سيبار ولارسا قد غطت على عبادة آلهة الشمس المحليين في الأماكن الأخرى وأدى هذا ذوبان الآلهة الثانويين داخل الإله المهيمن. وفي مجمع الآلهة المنظم كان آلهة الشمس الثانويين موجودين لخدمته. ومنها الإله بونيني الذي كان قائد عربته، وكانت زوجات بونيني أتغيماخ وكيتو (العدالة) وميشارو (الحق)، اللاتي قدمن كخادمات لشمش. ومن آلهة الشمس الآخرين نينورتا ونرغال وهما الراعيان للأماكن الرئيسية، وقد حافظا على موقعهما المستقل في مراحل معينة من أطوار الشمس، حيث أصبح نينورتا إله الشمس في الصباح والربيع بينما أصبح نرغال إله الشمس وقت الظهيرة والانقلاب الصيفي، بينما ظهر شمش كإله الشمس بشكل عام ، و شكل شمش مع سين وعشتار ثلاثيا ثانيا بجانب أنو وإنليل وإيا، وكانت القوى الثلاثة (سين وشمش وعشتار) ترمز لقوى الطبيعة الثلاثة العظيمة وهي الشمس والقمر والقوة التي تهب الحياة للأرض. وفي أزمان نجد أداد إله العواصف بدل عشتار في الثلاثي، وربما يمثل هذان النمطان من الثلاثي مدرستين مختلفتين من الفكر الديني في بابل واللتان توافقتا لاحقا بالاعتراف بمجموعة تحتوي الآلهة الأربعة كلهم ، و زوجة شمش كانت معروفة باسم أ شي، ولكن كان من النادر ذكرها النقوش إلا عندما تذكر مع شمش.
أما مركزه بين الآلهة ، فمن البين من المواد التي وصلت إلينا فإن عبادة شمش في سيبار ولارسا قد غطت على عبادة آلهة الشمس المحليين في الأماكن الأخرى وأدى هذا ذوبان الآلهة الثانويين داخل الإله المهيمن. وفي مجمع الآلهة المنظم كان آلهة الشمس الثانويين موجودين لخدمته. ومنها الإله بونيني الذي كان قائد عربته، وكانت زوجات بونيني أتغيماخ وكيتو (العدالة) وميشارو (الحق)، اللاتي قدمن كخادمات لشمش. ومن آلهة الشمس الآخرين نينورتا ونرغال وهما الراعيان للأماكن الرئيسية، وقد حافظا على موقعهما المستقل في مراحل معينة من أطوار الشمس، حيث أصبح نينورتا إله الشمس في الصباح والربيع بينما أصبح نرغال إله الشمس وقت الظهيرة والانقلاب الصيفي، بينما ظهر شمش كإله الشمس بشكل عام ، و شكل شمش مع سين وعشتار ثلاثيا ثانيا بجانب أنو وإنليل وإيا، وكانت القوى الثلاثة (سين وشمش وعشتار) ترمز لقوى الطبيعة الثلاثة العظيمة وهي الشمس والقمر والقوة التي تهب الحياة للأرض. وفي أزمان نجد أداد إله العواصف بدل عشتار في الثلاثي، وربما يمثل هذان النمطان من الثلاثي مدرستين مختلفتين من الفكر الديني في بابل واللتان توافقتا لاحقا بالاعتراف بمجموعة تحتوي الآلهة الأربعة كلهم ، و زوجة شمش كانت معروفة باسم أ شي، ولكن كان من النادر ذكرها النقوش إلا عندما تذكر مع شمش.
الالهة عشتار
عشتار هي إلهة الجنس والحب والجمال والتضحية في الحرب عند البابليين، ويقابلها لدى السومريين إنانا، وعشاروت عند الفينيقيين، وأفروديت عند اليونان، وفينوس عند الرومان. وهي نجمة الصباح والمساء (كوكب الزهرة) رمزها نجمة ذات ثماني أشعة منتصبة على ظهر أسد، على جبهتها الزهرة، وبيدها باقة زهورة. وقد تعددت تصويراتها ورموزها وظهرت في معظم الأساطير القديمة وتغنى بحبها الشعراء وتفنن بتصويرها الفنانون بالرسم والنحت ، و(عشتار) تصور على هيئة امرأة عارية تركب وحوشا وهي الهة الحرب والحب في بابل القديمة وتجمع بين الجنس الاباحي والاجرام الدموي وتحكم الشرق الاوسط منذ الاف السنين وخاطبها جلجامش في ملحمته الشهيرة قائلا:
ما أنتِ إلا مَوقد سرعان ما تخمد ناره في البرد
أنتِ باب لا ينفع في صدِّ ريح عاصفة
أنتِ قصرٌ يتحطم في داخله الأبطال
أنتِ بئر تبتلع غطاءها
أنت حفنةُ قيرٍٍ تلوِّث حاملَها
أنت قربةُ ماء تبلِّل صاحبها
أنت حذاء تقرص قدم منتعلها
أنتِ باب لا ينفع في صدِّ ريح عاصفة
أنتِ قصرٌ يتحطم في داخله الأبطال
أنتِ بئر تبتلع غطاءها
أنت حفنةُ قيرٍٍ تلوِّث حاملَها
أنت قربةُ ماء تبلِّل صاحبها
أنت حذاء تقرص قدم منتعلها
أما عن رمزيتها ، فأن عشتار وغيرها من آلهة الأنوثة والخصوبة لدى كل الديانات البدائية كانت تُرمز ويشار اليها برموز مثل الشعلة الابدية النجمة الخماسية والوردة والقمر ومُثلت تارةً تمتطي الاسد (وهو رمز حبيبها تموز) وتارةً أخرى ترعى البقر (وصور قرنها الهلال) وصورت تحمل الأفعى رمزا للطب والشفاء، وترمز بشكل عام إلى الإلهة الأم الأولى منجبة الحياة، وكان أحد رموزها الأسد. ومعبدها الرئيسي كان في نينوى قرب مدينة الموصل . وكان السومريون يطلقون عليها عناة والعرب يسمونها عثتر والإغريق يسمونها أفروديت. ظهرت أول مرة في بلاد سومر في العراق وسوريا وجنوب بلاد الرافدين، قبل أكثر من ستة آلاف عام، إما بشخصها المرسوم على الأختام الأسطوانية وبعض المنحوتات، وإما بالرمز الذي يدلّ عليها في الخطّ المسماريّ وهو النجمة الخماسية التي تشير إلى كوكب الزهرة، ألمع الكواكب.
و عشتار عند السومريين ،هي في أساطيرهم ابنة الإله سين إله القمر. وأمها الإلهة ننكال، وأخوها الإله (أوتو) إله الشمس، وأختها الإلهة (ارشكيجال) إلهة العالم السفلي، عالم الأموات. وهي أعظم الإلهات وأسماهن منزلة. وكان مركز عبادتها الأصليّ مدينة أوروك (الوركاء) عاصمة بلاد سومر، التي كانت تُعدّ من أهمّ المراكز الدينيّة والحضاريّة لعصور طويلة، وقد لعبت دورا هاما في ملحمة جلجامش .
اُسطورة عِشتار والراعي
يُقال أن عِشتار ذات جمال باهر لم يشهد له مثيل حتى أوزيس عشقها، ولم يكن أهل الأرض بعيدين ذلك العشق، كانت عشتار تدور بين عالم البشر، بحثاً عن الضحايا حتى وصلت إلى ملوك البشر فكانت تأخذ كل ما يملكون، وتعدهم بالزواج حتى إذا ما أخذت أعز ما يملكون تركتهم وهم يبكونها ليلاً ونهاراً. وبيوم وصلت عشتار إلى راعي أغنام فذهلهُ جمالها، وأغوتهُ عيون الفتاة، فقام بذبح شاة لها لكي تبقى معه لأطول زمن ممكن، فأخذت تأكل عشتار ثم رحلت، وفي اليوم التالي ذبح لها وفي الثالث فعل نفس الشيء، حتى لم يبق لدى الراعي شيء يقدمه لعشتار، سألها البقاء معه ولكنها رفضت وقالت: أنه لا يملك شيء يغريها بالبقاء معه ،فقام الراعي بسرقة شاة وأخذ يبحث عن عشتار ليقدم لها ما سرق، ومن يومها أصبح الراعي ذئباً يسرق من الرعاة على أمل أن تعود عشتار لتجلس معه.
اسطورة الشجرة
وتسرد أسطورة سومريّة أخرى لنا كيف أن الإلهة اينانا نقلت ذات يوم شجيرة تنبت على ضفة نهر الفرات إلى مدينة الوركاء وزرعتها في “بستانها المقدّس” على أمل أن تنمو تلك الشجيرة وتصير شجرة سامقة الأغصان فتصنع من خشبها عرشاً وسريراً لها. وعندما كبرت الشجرة وحان وقت قطع أغصانها اكتشفت أن أفعى قد اتخذت من أسفلها مخبأ، وأن طيراً بنى في أعلاها عُشّاً، وأن عفريتة استقرت في وسط جذعها. فاستنجدت اينانا بأخيها أوتو إله الشمس الذي أسند المهمة إلى البطل المشهور جلجامش، فجاء هذا البطل متسلِّحاً بدرع سميك وفأس ثقيلة، واستطاع أن يقتل الأفعى، وعند ذاك فرّ الطير وهربت العفريتة إلى الخرائب المهجورة، فقطع جلجامش أغصان الشجرة وحملها هدية إلى اينانا لتصنع منها عرشاً وسريراً.
أما عن الهبوط إلى العالم السفلي ،وفقا للأساطير أيضا تزوجت الإله تموز زواجا قتل بعدة تموز، فحزنت عليه حتى بلغت حدا أبت تحت رزئه إلا النزول إلى عالم الموتى لترى تموز هناك. فاستاءت الأحوال على الأرض وتوقفت وانقطع النسل، فأرسلت السماء أمرا إلى العالم السفلي بإخلاء سبيل عشتار. عادت عشتار إلى الأرض ومعها عادت الحياة تموز. وكانت هذه القصة محورا أساسيا في الدين البابلي لفترة طويلة.
الاله مردوخ
مردوخ أو مرْدُوك أو ” نمرود ” باللغة العربية، كان كبير آلهة قدماء البابليين، وكان أساسًا إلهًا لمدينة بابل. ولما كانت بابل أهم وأقوى مدينة في العصور القديمة، فقد أصبح مرْدُوك أهم إله في هذه الحقبة، وقد سمَّاه أصحاب السِّيادة المولى الأعظم، مولى السماء والأرض، وزعموا أن قوته كانت تكمن في حكمته التي كان يستخدمها لمساعدة النَّاس الأخيار على معاقبة النَّاس الأشرار.
وبسبب العلاقات السياسية بين بابل واريدو، كان مردوك يُعتبر بكر انكي أو آيا رب المياه السفلى (كأوقيانوس تحت الأرض يسمى افسو) الذي يُعبد في اريدو. حين أسّس الأموريون حوالي سنة 1830 ق.م أول سلالة بابلية ستسيطر في ايام حمورابي على كل بلاد الرافدين، صار الاله مردوك اله المملكة. وكان لهذا التبديل نتائج على اللاهوت. فاستطاع علماء بابل أن يبرِّروا ارتفاع شأن مردوك.
فحسب فاتحة شريعة حمورابي، اعطى انو (الاله السامي في البنتيون الاكادي منذ زمن السومريين) وانليل (بالو اي بعل أي السيد) مردوك المُلك الابدي على كل المائتين، ومنحاه المقام الأول بين كل آلهة السماء، وتعطي السببَ لذلك مَلحمةُ الخلق إنوما إليش أي قصة الخلق البابلية : تجرّأ مردوك وحده على صراع تيامات (تشخيص الشواش والفوضى الأولى) وانتصر عليه. فنال مردوك لقب انليل (بالو أو السيّد). وارتبطت به هذه الصفةُ بحيث سمّي مرارا بال.
وبسبب العلاقات السياسية بين بابل واريدو، كان مردوك يُعتبر بكر انكي أو آيا رب المياه السفلى (كأوقيانوس تحت الأرض يسمى افسو) الذي يُعبد في اريدو. حين أسّس الأموريون حوالي سنة 1830 ق.م أول سلالة بابلية ستسيطر في ايام حمورابي على كل بلاد الرافدين، صار الاله مردوك اله المملكة. وكان لهذا التبديل نتائج على اللاهوت. فاستطاع علماء بابل أن يبرِّروا ارتفاع شأن مردوك.
فحسب فاتحة شريعة حمورابي، اعطى انو (الاله السامي في البنتيون الاكادي منذ زمن السومريين) وانليل (بالو اي بعل أي السيد) مردوك المُلك الابدي على كل المائتين، ومنحاه المقام الأول بين كل آلهة السماء، وتعطي السببَ لذلك مَلحمةُ الخلق إنوما إليش أي قصة الخلق البابلية : تجرّأ مردوك وحده على صراع تيامات (تشخيص الشواش والفوضى الأولى) وانتصر عليه. فنال مردوك لقب انليل (بالو أو السيّد). وارتبطت به هذه الصفةُ بحيث سمّي مرارا بال.
أما هيكله الرئيسي”اي ساغ ايلا” (البيت الذي يرفع الرأس) في بابل مع البرج المشهور “اي تمن أن كي” (بيت أساس السماء والأرض برج بابل) وباب الشرق المقدس الذي كان مقفلا طوال السنة، ولكن كان يُفتح بضعة ايام خلال الشهر السادس من اجل الطواف مع مردوك ونبو.
اولاد مردوخ : كان للإله مردوخ ابن واحد وهو الإله نابو إله بورسبا ، وتوضح أسطورة الخليقة إن مردوخ تزوج صاربانيتوم وانجبا نابو , وعُرف هذا الإله كشفيع لفن الكتابة وللكتبة , ففي القرن 6 ق.م ، ومنذ بداية القرن 8 ق.م تطورت عبادة الإله نابو فنقرأ مدوّنة أشورية لـ أدد نيراري الثالث : ” ثق بنابو ولا تثق بإله آخر”.
وزوجة نابو هي “تاشميتيوم” أي المستجيبة ,ولأبن مردوخ دور كبير في أنقاذ أبيه مردوخ في أعياد رأس السنة الجديدة التي يُحتفل بها في الربيع (نيسان) وتتميّز بطواف احتفالي إلى اكيتو (بيت الاعياد) الواقع خارج المدينة. وكان يتم الاحتفال بتلاوة ملحمة الخلق وتنصيب مردوك كخالق الكون وملكه. وكانوا يعلنون أن هذا اليوم يثبّت مصير البشر والالهة للسنة القادمة وان الذكر القديم لعيد السنة الجديدة كعيد الخصب ، ظلّ حيا في طقس زواج مردوك مع زوجته صربانيتوم (يجمع تمثاله وتمثالها أو يتجامع الملك مع إحدى الكاهنات). وكان هذا الطقسُ الشرطَ الضروري لحفظ الحياة على الأرض , وفي اليوم السادس من عيد الأكيتو يإتي موكب الإله نابو ليخلص أبيه مردوخ من الأسر (العالم الأسفل) بعد أن يقتل الوحوش والخنازير الوحشية والشياطين التي تحتجز مردوخ .
اولاد مردوخ : كان للإله مردوخ ابن واحد وهو الإله نابو إله بورسبا ، وتوضح أسطورة الخليقة إن مردوخ تزوج صاربانيتوم وانجبا نابو , وعُرف هذا الإله كشفيع لفن الكتابة وللكتبة , ففي القرن 6 ق.م ، ومنذ بداية القرن 8 ق.م تطورت عبادة الإله نابو فنقرأ مدوّنة أشورية لـ أدد نيراري الثالث : ” ثق بنابو ولا تثق بإله آخر”.
وزوجة نابو هي “تاشميتيوم” أي المستجيبة ,ولأبن مردوخ دور كبير في أنقاذ أبيه مردوخ في أعياد رأس السنة الجديدة التي يُحتفل بها في الربيع (نيسان) وتتميّز بطواف احتفالي إلى اكيتو (بيت الاعياد) الواقع خارج المدينة. وكان يتم الاحتفال بتلاوة ملحمة الخلق وتنصيب مردوك كخالق الكون وملكه. وكانوا يعلنون أن هذا اليوم يثبّت مصير البشر والالهة للسنة القادمة وان الذكر القديم لعيد السنة الجديدة كعيد الخصب ، ظلّ حيا في طقس زواج مردوك مع زوجته صربانيتوم (يجمع تمثاله وتمثالها أو يتجامع الملك مع إحدى الكاهنات). وكان هذا الطقسُ الشرطَ الضروري لحفظ الحياة على الأرض , وفي اليوم السادس من عيد الأكيتو يإتي موكب الإله نابو ليخلص أبيه مردوخ من الأسر (العالم الأسفل) بعد أن يقتل الوحوش والخنازير الوحشية والشياطين التي تحتجز مردوخ .
#ملاحظة : لم يعتمد في تنسيق الاسماء على قدمها أو عظمتها أو دورها التاريخي ، وأنما كانت هذه المقالة مجرد أضاءة بسيطة منا على هذه الأسماء التاريخية في عمق حضارتنا العظمية ، وتركنا للقارئ الكريم حريته في إعادة البحث والتدقيق والتوسع في المطالعة لكل اسم على حدا ، و نحن هنا لا نقول أن ما ورد هو دقيق تماماً وننتظر من القراء أي تصحيح وتدقيق وتوضيح فيما ورد أعلاه .
#المراجع : دائرة المعارف البريطانية ، علي بشير , دور الإله نابو ومكانته في حضارة بلاد الرافدين ، موسوعة ويكيبيديا الحرة ، زكريا سيشن ( كتاب انكي المفقود ) .
مركز كابارا للدراسات جميع الحقوق محفوظة @2016
kabara.site@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق